كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



غالبا ويمرض فيبقى أيام مرضه متغير القوة الحافظة ويموت إلى رحمة الله على تغيره ثم قبل موته بيسير يختلط ذهنه ويتلاشى علمه فإذا قضى زال بالموت حفظه.
فكان ماذا؟ أفبمثل هذا يلين عالم قط؟! كلا والله ولا سيما مثل هذا الجبل في حفظه وإتقانه.
نعم ما علمنا استغربوا من حديث ابن راهويه على سعة علمه سوى حديث واحد وهو حديثه عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة في الفأرة التي وقعت في سمن فزاد إسحاق في المتن من دون سائر أصحاب سفيان هذه الكلمة (وإن كان ذائبا فلا تقربوه (1)).
ولعل الخطأ فيه من بعض المتأخرين أو من راويه عن إسحاق.
__________
(1) أخرجه البخاري 9 / 576 في الذبائح والصيد: باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب والترمذي (1799) في الاطعمة: باب ما جاء في الفأرة تموت في السمن وأبو داود (3841) في الاطعمة: باب في الفأرة تقع في السمن والنسائي 7 / 178 من طريق سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه سمع ابن عباس يحدثه عن ميمونة أن فأرة وقعت في سمن فماتت فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال: " ألقوها وما حولها وكلوه ".
ووقع في " مسند " إسحاق بن راهويه ومن طريقه أخرجه ابن حبان (1364) بلفظ: " إن كان جامدا ألقى ما حولها وأكله.
وإن كان مائعا لم يقربه ".
وأخرجه بهذا التفصيل عبد الرزاق في " المصنف " رقم (278) وأبو داود (3842) وأحمد 2 / 232 233 و265 و490 من طريق معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.
قال الحافظ في " الفتح ": اختلف عن معمر فيه فأخرجه ابن أبى شيبة عن عبد الأعلى بغير تفصيل ووقع عند النسائي من رواية أبي القاسم عن مالك وصف السمن في الحديث بأنه جامد وكذا وقع عند أحمد من رواية الاوزاعي عن الزهري وكذا عند البيهقي من رواية حجاج بن منهال عن ابن عيينة وكذا أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " عن سفيان.
والزيادة التي وقعت في رواية إسحاق بن راهويه عن سفيان تفرد بها عن سفيان دون حفاظ أصحابه مثل أحمد والحميدي ومسدد وغيرهم وبينوا غلط معمر فيه على الزهري.
ونقل ابن تيمية في " الفتاوى " 21 / 488 502 أن أهل المعرفة بالحديث متفقون على أن معمرا كثير الغلط على الزهري وقد توسع في التدليل على ذلك.
وقال في قوله: "..فلا تقربوه ": هو متروك عند =